صحيفة جزائرية : لاعبو المنتخب الوطني لم يدخلوا مصر آمنين!

صحيفة جزائرية : المنتخب الجزائرى لم يدخل مصر آمن :




انفجر غضب رسمي وشعبي عارم في الجزائر، بعد الاعتداء الهمجي الذي تعرضت له حافلة "الخضر" وهي في طريقها من مطار القاهرة إلى فندق لوباساج إيبروتيل الذي لا يبعد عن المطار سوى بمسافة قليلة، وهو الاعتداء الذي يتناقض مع الشعار الرسمي المصري المستمد من الآية الكريمة: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، فلاعبو المنتخب الوطني لم يدخلوا مصر آمنين، ولا مطمئنين، وسط تساؤلات محيّرة عما كان يفعله الأمن في بلد حسني مبارك لحظة الاعتداء!

وعلى العكس من الصور التي شهدها المطار من ترحيب مصري واسع وارتياح جزائري كبير، فإن الأمن المصري عجز عن توفير الحماية الكاملة للاعبي منتخبنا، الذين لم يحظوا حتى بنصف الحماية التي تعرضت لها مغنية العري بيونسي التي زارت مصر قبل أيام ولم تبلغها يد إنس ولا جان بأذى!

ورغم إصرار بعض أشباه الإعلاميين من المرضى نفسيا في العديد من القنوات المصرية الخاصة على الزعم بأن الجزائريين قد ضربوا أنفسهم، فإن اعتذار جمال مبارك نجل الرئيس المصري وخليفته المنتظر يؤكد أن الاعتداء قام به مصريون، ولكن السؤال الكبير الذي يجب أن يطرحه المصريون هو: بأي صفة اعتذر جمال مبارك، فلا هو وزير الرياضة، ولا هو مسؤول عن هيئة رسمية في بلاد الفراعنة؟!

شكرا لوزارة الخارجية

الغضب الجزائري لم يكن شعبيا فقط، فبينما حبس الاعتداء أنفاس الجزائريين، وأوقف الكثير من مظاهر الاحتفالات، استدعت وزارة الخارجية السفير المصري في الجزائر لإبلاغه باستيائها من حادثة رشق حافلة كانت تقل لاعبي منتخب الجزائر في كرة القدم بعد وصولهم إلى القاهرة بالحجارة مما أدى إلى اصابة بعض لاعبين جزائريين.

وأبلغ الأمين العام لوزارة الخارجية السفير المصري بما تشعر به السلطات الجزائرية من "قلق" بعد وقوع هذه الحادثة وطلب منه بالحاح أن تتخذ السلطات المصرية التدابير الضرورية لضمان سلامة الوفد الجزائري وكذلك المشجعين الجزائريين الذين سافروا الى القاهرة لحضور المباراة.

وأعلن وزير الخارجية مراد مدلسي ان عدة لاعبين في صفوف المنتخب الجزائري تعرضوا للاصابة، كما "ادان" بشدة الاعتداء الذي وصفه بـ"الخطير وطلب من نظيره المصري أحمد ابو الغيط "اتخاذ جميع التدابير الضرورية لضمان اقامة عادية" لجميع اعضاء الوفد الجزائري.

وأكد مدلسي أن خبراء تابعين للاتحاد الدولي (فيفا) حضروا الى الفندق الذي يقيم فيه الوفد الجزائري من أجل الوقوف على الاضرار التي سببتها هذه الحادثة.

اما وزير الشباب والرياضي الجزائري هاشمي جيار فأعرب في تصريح للإذاعة الجزائرية عن أسفه "لهذه الحادثة الأليمة".

واضاف "يتوجب على الاتحاد الدولي أن يتخذ التدابير اللازمة، لأن ما وقع غير مقبول على الاطلاق على الرغم من ان هذه الحادثة لا يمكن ان تؤثر على العلاقة القديمة بين البلدين".

اعتداء همجي..

وتعرضت الحافلة التي كانت تقل لاعبي المنتخب الجزائري يوم الخميس لاعتداء همجي بعد أن تم رشقها بالحجارة اثناء توجهها من مطار القاهرة الى فندق قريب سيقيم فيه اللاعبون.

واوضح مصدر امني أن "الزجاج الامامي للحافلة تهشم، لكن الحافلة اكملت طريقها الى الفندق".

واكد المصدر انه لم تقع اصابات، زاعما انه "لم يعرف مصدر هذه الحجارة"، مشيرا الى ان الحافلة كانت تحت حراسة امنية من سيارات الشرطة.

ونقلت وكالة رويترز عن وزير الشباب والرياضة الجزائري هاشمي جيار أن ثلاثة لاعبين جزائريين أصيبوا بأذى لدى رشق حافلتهم بالحجارة وأنهم نقلوا إلى المستشفى.

وتقام مساء غد السبت 14/11 المباراة الفاصلة على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب افريقيا 2010.

ويحتاج المنتخب المصري للفوز بفارق ثلاثة اهداف للصعود مباشرة الى النهائيات او الفوز بفارق هدفين والاحتكام لمباراة فاصلة في السودان في 18 من الجاري.

الورود لبيونسي.. والحجارة "للخضر"!

"الأشقاء" الذين هاجموا حافلة "الخضر" نسفوا كل تهدئة يمكن أن نتحدث عنها، ونحن الذي آلينا على أنفسنا في "أخبار اليوم" ألا نصب الزيت على نار مشتعلة أصلا، وقد جعل الهمجيون الذين رشقوا حافلة "الخضر" بالحجارة حلم الجزائريين ببلوغ المونديال يتحول إلى حلمين، الأول سلامة اللاعبين والصحفيين والأنصار وكل جزائري في مصر عموما، والثاني العودة من بلد الفراعنة بتأشيرة المونديال.

حادثة حافلة "الخضر" التي يُنتظر أن تزيد لاعبينا إصرار على دفن الحلم الفرعوني في الذهاب للمونديال في تراب ملعب القاهرة أثارت حالة كبيرة جدا من الاستياء في الشارع الجزائري، وهو الاستياء الذي لم يكن أقل حدة على المستوى الرسمي، بدليل التصريحات الصادرة عن وزير الشباب والرياضة وسفير الجزائر بالقاهرة، وأيضا بدليل بيان وزارة الخارجية، واحتجاجها الرسمي، وقيامها باستدعاء سفير مصر بالجزائر.

هذه الحالة من الاستياء الشعبي والرسمي أكثر من منطقية، فالحافلة التي تعرضت للاعتداء هي حافلة تنقل المنتخب الوطني، وبين الجالسين داخلها وزير جزائري، كان من المحتمل جدا أن يصاب، والحادثة لم تقع في تل أبيب، وإنما في العاصمة المصرية، وفي بلد عربي شقيق، وأكثر من ذلك في بلد يعرف جيدا آثار مثل هذه الحادثة ليس على مستقبل العلاقات بين البلدين فحسب، وإنما على مستقبل السياحة فيها أيضا، ونحن نعلم جيدا ماذا تمثل السياحة لبلد يعيش معظم مواطنيه في حالة من الفقر والبؤس.. بلد استقبل قبل أيام مغنية العري بيونسي بالورود واستقبل متعصبوه لاعبي الجزائر بالحجارة تحت أنظار البوليس المصري "الشقيق"!