هـــــي البــاقيــة
مصر.. الأرض.. والوطن.. والشعب.. والدستور.. والمؤسسات
لا تهاون مع من يسيء لكرامة أبناء مصر
مبارك في خطاب البرلمان الثالث والعشرين يحدد ركائز: دولة الحـــلم المصـــري
أكد الرئيس حسني مبارك أن مصر نجحت في مواجهة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء والأزمة العالمية الراهنة بمواردها الذاتية وليس بالمساعدات أو بالاستدانة من الخارج منوها بأن مصر أدارت الأزمة الحالية ولا تزال دون المساس بعجز الموازنة العامة.
وقال إنني كرئيس لكل المصريين أؤمن بأننا جميعا في خندق واحد ندافع عن القيم والمصالح المشتركة لشعبنا وتجمعنا وحدة الهدف والمصير وإنني أمد يدي لكل مصري ومصرية لنعمل يدا بيد من أجل الوطن.
جاء ذلك في الخطاب السياسي الشامل الذي ألقاه الرئيس مبارك أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري في بداية الدورة البرلمانية الجديدة امس.
واكد الرئيس ان مصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة ابنائها وترفض المساس بهم او التطاول عليهم او امتهان كرامتهم مشددا علي ان كرامة المصريين من كرامة مصر وان رعاية مواطنينا بالخارج مسئولية الدولة.
وقال الرئيس مبارك إننا نفتتح هذه الدورة البرلمانية الجديدة عاقدين العزم علي مواجهة تحديات الداخل والخارج صفا واحدا وبروح وعزم المصريين نعلم أننا علي الطريق الصحيح ونثق في قدراتنا علي التغلب علي هذه التحديات كما فعلنا ذلك في العديد من الصعاب والأزمات.. لدينا التزامات ثابتة تجاه البسطاء والفقراء ومحدودي الدخل والتزامات مماثلة تجاه الفلاحين والعمال وأبناء الطبقة الوسطي وتجاه كل مواطن مصري وأسرة مصرية.
وأوضح أنه سوف يحيل لنواب الشعب خلال الدورة البرلمانية الجديدة عددا من مشروعات القوانين المهمة بغرض استكمال البرنامج الخاص لاحتواء تداعيات الركود الاقتصادي العالمي وتدعم استعدادات مصر لمزيد من النمو وفرص العمل وتعزز تحركات توسيع قاعدة العدل الاجتماعي وجهود الارتقاء بالخدمات.
وأشار الي انه سوف يتقدم للدورة البرلمانية الجديدة بطلب اعتماد إضافي لبرنامج ثالث للانعاش الاقتصادي يتجاوز10 مليارات جنيه يوجه بصفة أساسية لمشروعات المياه والصرف الصحي والطرق وقري الظهير الصحراوي بغرض إعطاء دفعة جديدة لما حققته برامج تحفيز الاقتصاد المصري في مواجهة الركود العالمي.
وحول الوضع في الشرق الأوسط حمل مبارك إسرائيل تقويض فرص عملية السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الأقصي ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف.
وقال الرئيس مبارك موجها كلامه لقادة إسرائيل' إنكم تضعون عقبات جديدة في طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض علي حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية, واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائي, أوقفوا ممارساتكم في الضفة الغربية, ارفعوا حصاركم عن غزة, كفاكم تعنتا ومراوغة, امتثلوا لنداء السلام'.
وحذر الرئيس مبارك في خطابه من تدخل ايران في الشأن العربي مؤكدا اننا لن نتردد في اتخاذ مواقف تتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار وتحمي امن مصر القومي.
وفيما يلي نص خطاب الرئيس مبارك امام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري بمناسبة بدء الدورة البرلمانية الجديدة..
أتحدث إليكم في بداية دورة برلمانية جديدة ومرحلة حاسمة من مسيرة الوطن. أتوجه بحديث صريح من القلب.. لنواب الشعب وللمصريين والمصريات الذين جاءوا بهم لمقاعد البرلمان.
نفتتح هذه الدورة.. وسط تحديات داخلية وازمات إقليمية وعالم مضطرب وركود للاقتصاد الدولي هو الأعنف والأخطر منذ نحو المائة عام.
نقبل علي هذه الدورة واعين لكل ذلك حاملين في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا هموم المواطن المصري وشواغل الفقراء والبسطاء من أبناء الشعب نقبل عليها مدركين معاناة الأسر المصرية في مواجهة تكاليف المعيشة وأعباء الحياة وتطلعها للحاضر والمستقبل الأفضل.
هذا هو البرلمان الثالث والعشرين منذ افتتاح هذا المبني العريق عام1924 وتلك هي الدورة الخامسة, والأخيرة في فصله التشريعي التاسع وقبل الانتخابات التشريعية المقررة العام القادم.
أتذكر حديثي إليكم في مستهل هذا الفصل التشريعي عام2005 وأتوجه إليكم جميعا بمشاعر التهنئة والتقدير فلقد حقق هذا البرلمان بحق إنجازات عديدة عبر الدورات الأربعة الماضية وأسهم إسهاما كبيرا في تحديث بنيتنا الدستورية والتشريعية.
إنجازات البرلمان
سيذكر الشعب والتاريخ لهذا البرلمان.. إسهامه في تعزيز حقوق الانسان السياسية والمدنية للمواطن المصري سنذكر جميعا مناقشاته المستفيضة للتعديلات الدستورية بما حققته من اصلاح دستوري هو الاوسع نطاقا منذ سبعينات القرن الماضي سنذكر لهذا البرلمان ما قام به لتحديث التشريعات المكملة للدستور وما اعتمده من تعديلات علي قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون الاحزاب وقانون مجلسي الشعب والشوري وغيرها وستتذكر أجيالنا القادمة الإسهام البعيد المدي لكل ذلك في ترسيخ الديمقراطية وحقوق المواطنة وتدعيم دور الأحزاب والبرلمان وفي حياتنا السياسية بوجه عام.
سيذكر الشعب والتاريخ لهذا البرلمان.. ما حققه لدعم استقلال القضاء.. سنذكر ما ادخله من تعديلات علي قانون المحكمة الدستورية العليا تحقيقا للعدالة الناجزة وضمانا لسرعة الفصل في القضايا والطعون المنظورة امامها. كما سنذكر اعتماده لقانون المجلس الأعلي للتنسيق بين الهيئات القضائية وقانون الغاء جهاز المدعي العام الاشتراكي ومحكمة القيم ونقل اختصاصاتها لجهاز الكسب غير المشروع والنيابة العامة والمحاكم المدنية.
حرية الرأي والتعبير
سيذكر الشعب والتاريخ لهذا البرلمان.. جهوده لدعم حرية الرأي والتعبير وما اقره من تعديلات علي النصوص القانونية المتعلقة بجرائم النشر وقانون الإجراءات الجنائية ونصوصه المتعلقة بالحبس الاحتياطي.
سيذكر الشعب والتاريخ لهذا البرلمان.. إسهامه في تعزيز حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية لأبناء مصر سنذكر لنواب الشعب العديد من التشريعات التي صححت اختلالات اقتصادنا وعززت قدرته علي جذب الاستثمار والنمو ومواجهة الأزمات وقدرته علي تعبئة الموارد اللازمة للانفاق الاجتماعي للدولة.. مساندة الفقراء والفئات الأولي بالرعاية والارتقاء بالخدمات.
سنذكر جميعا ما أضافه من تيسيرات لقانون الضريبة علي الدخل وسنذكر بالتقدير قوانين المحاكم الاقتصادية وحماية المستهلك وحماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية, والبناء والتنمية العمرانية, والضريبة علي العقارات المبنية, والقانون الداعم لاجهزة الرقابة علي الاسواق والأدوات المالية غير المصرية... وغير ذلك من التشريعات الهامة.
سيذكر الشعب والتاريخ لهذا البرلمان.. ما حققه من تطوير لبعض جوانب الإطار التشريعي المنظم للأحوال الشخصية.. وقانون الطفل وقانون محاكم الأسرة, كما سنذكر بالاعتزاز.. ما اعتمده هذا البرلمان من مقاعد إضافية للمراة المصرية بمجلس الشعب.
المشاركة السياسية
لقد جمع بين كل هذه التشريعات.. وغيرها قاسم مشترك وأولويات وفلسفة مشتركة.. فلسفة.. بدأت قبل هذا الفصل التشريعي وتواصلت خلال دوراته الأربع الماضية فلسفة تسعي لتعزيز أركان ديمقراطيتنا ولتوسيع قاعدة المشاركة السياسية... فلسفة تولي الأولوية للمواطنين البسطاء وتسعي لزيادة الاستثمارات ومعدلات النمو لتتيح امامهم المزيد من فرص العمل والعيش الكريم.. فلسفة.. تستهدف زيادة موارد الدولة وزيادة انفاقها الاجتماعي.. مع الحفاظ علي التوازنات المالية والحد من التضخم.. علي نحو ماحققه قانون الضريبة علي الدخل... وتراعي في ذات الوقت عدم المساس بالفقراء والفئات محدودة الدخل.. علي نحو ماحرص عليه قانون الضرائب العقارية.
إنني أعرب لكم مجددا عن تهنئتي وتقديري.. وأؤكد تطلعي لمواصلة العمل معكم جميعا ـ أغلبية ومعارضة ـ خلال الدورة البرلمانية الجديدة لنستكمل معا ما تحقق منذ بداية هذا الفصل التشريعي الهام ولنخطو بعملنا البرلماني والوطني.. خطوات جديدة إلي الامام.
إننا نبدأ دورة برلمانية هامة.. في ختام هذا الفصل التشريعي وأمامنا أجندة تشريعية طموحة.. تتأسس علي ذات الفلسفة المشتركة.. وتسعي لتحقيق ذات الأولويات. لقد بحثت الخطة التشريعية للدورة الحالية مع الحكومة, وسوف أحيل لنواب الشعب خلالها عددا من مشروعات القوانين المهمة تستكمل برامجنا لاحتواء تداعيات الركود الحالي للاقتصاد العالمي, تدعم استعدادنا لمزيد من النمو وفرص العمل بعد تراجعه, تعزز تحركنا لتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي, وجهودنا للارتقاء بالخدمات.
استكمالا لتحركنا في مواجهة الأزمة العالمية الراهنة سوف نتقدم لهذه الدورة ـ وعلي نحو عاجل ـ بطلب اعتماد إضافي لبرنامج ثالث للانعاش الاقتصادي يتجاوز(10) مليارات جنيه بموازنة هيئاتنا الاقتصادية يوجه بصفة أساسية لمشروعات المياه والصرف الصحي والطرق, وقري الظهير الصحراوي, نعطي دفعة جديدة لما حققته برامج تحفيز اقتصادنا في مواجهة الركود العالمي, في ميزانيتي العام الماضي والعام الحالي, ونحتوي تداعيات الأزمة العالمية علي اقتصادنا وعلي مستويات الاستثمار والعمالة المصرية, وعلي البسطاء من أبناء الشعب.
وفي ذات الإطار وذات الأولوية, فسوف نتقدم إلي نواب الشعب في هذه الدورة بمشروع قانون مهم لتنظيم مشاركة القطاع الخاص في مشروعات البنية الأساسية والمرافق العامة.. ليفتح الباب أمام مشاركة القطاع الخاص مع الحكومة, في مشروعات الطرق والنقل ومحطات المياه والصرف الصحي والمدارس.. وغيرها.
لقد باتت الحاجة ماسة لهذه المشاركة الهامة من جانب القطاع الخاص دون الإخلال بالتزامات الدولة تجاه المواطنين, ودون المساس بمستوي ما يقدم لهم من خدمات ومرافق, إن مشروع هذا القانون يتيح التوسع في مشروعات البنية الأساسية والمرافق بما يتجاوز المخصصات المدرجة بالموازنة العامة للدولة يتيح فرص عمل جديدة لشبابنا ويحقق إنجازا أسرع ومستوي أكثر تطورا للخدمات والمرافق, كما يحقق صيانة أفضل.. بتكاليف أقل.
العدل الاجتماعي
واستكمالا لما حققناه لتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي ومساندة الفقراء وشرائح المجتمع محدودة الدخل, فسوف نتقدم لهذه الدورة بمشروع القانون الجديد للتأمينات والمعاشات, مشروع قانون مهم يخفض نسبة الاشتراكات لتواكب المعدل العالمي يضمن زيادة سنوية للمعاشات لمواجهة التضخم, يغطي أخطار العجز والوفاة وإصابات العمل والبطالة, ويتيح معاشا للعمالة الموسمية وغير المنتظمة مع تحمل الحكومة نصف اشتراكاتهم, ويوفر معاشا لكل من يبلغ سن التقاعد.
ينطلق مشروع هذا القانون من ذات الفلسفة التشريعية وتحقيقا لأولوياتها, فهو يطلق الحد الأقصي للمعاشات, ويعزز قدرة مجتمعنا علي الادخار في أوعية ادخارية مضمونة من الدولة تتحول لاستثمارات تحقق المزيد من النمو وفرص العمل, كما أنه يخدم أولويتنا لتعزيز قدرة اقتصادنا علي تلبية احتياجات النمو والتنمية.
وتحقيقا لذات الأولويات والأهداف سوف نرفع قيمة معاش الضمان الاجتماعي بنسبة25%, اعتبارا من مطلع العام المقبل, وسوف تتقدم الحكومة لهذه الدورة بتعديلات مهمة علي قانون الضمان الاجتماعي تنحاز للبسطاء والفقراء من أبناء الشعب, توسع قاعدة الأسر المستفيدة من المعاش, وتعدل معايير استحقاقه لتغطي فئات جديدة.
الرعاية الصحية
وتأسيسا علي ذات الفلسفة التشريعية, سوف أحيل لهذه الدورة مشروع قانون لنظام متطور للتأمين الصحي باعتباره أولوية من أولويات الخطة التشريعية, وركيزة أساسية لتطوير خدمات الرعاية الصحية للمواطنين.
إن الأسر المصرية تتحمل اليوم نحو70% من الانفاق علي خدمات الرعاية الصحية, وسنطرح مشروع هذا القانون ليخفض هذه النسبة إلي35% للمشتركين في نظام التأمين الصحي تخفيضا لأعباء هذه الأسر بوجه عام والمواطنين من محدودي الدخل بوجه خاص.
نظام جديد للتأمين الصحي تغطي مظلته كل مصري ومصرية ويضمن حق كل مواطن في الرعاية الصحية بحسب حاجته وليس قدرته علي تحمل تكلفتها, فالقادر يتحمل اشتراكات التأمين وغير القادر تتحمله الدولة, لقد كان مشروع هذا القانون موضوعا لحوار مستفيض شارك فيه المجتمع بفئاته وأحزابه ونقاباته, وسوف نحيله إلي هذه الدورة بعد أن أسهم هذا الحوار المجتمعي في وضع معالمه.
الفلاح في قلب الأولويات
سيظل الفلاح المصري في قلب أولويتنا للاستثمار والنمو والتشغيل, وأولويتنا للعدالة الاجتماعية وتطوير الخدمات العامة, ولقد حققنا لأبناء الريف مكتسبات عديدة خلال السنوات الأربع الماضية تستجيب لتطلعاتهم للأحوزة العمرانية الجديدة, وللمزيد من خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والتنمية الريفية.وقد وجهت الحكومة لإجراءات عاجلة ترفع ربحية العاملين في الزراعة, وتخفف معاناة المزارعين, وسوف تتقدم الحكومة لهذه الدورة بمشروع قانون لإعادة هيكلة البنك الزراعي المصري يعزز الدور الاقتصادي والاجتماعي للبنك في مساندة الفلاحين يعيد هيكلته فنيا وماليا وإداريا يطور خدماته المصرفية ويضعها في خدمة المزارعين والتنمية الزراعية.
تلك بعض أولويات الأجندة التشريعية لهذه الدورة, ومشروعات القوانين المهمة التي ستحيلها الحكومة للبرلمان, كما تظل أمام هذه الدورة مشروعات القوانين المحالة إليها من الدورة الماضية حول تنظيم الأنشطة النووية والإشعاعية في إطار برنامجنا الإستراتيجي للمحطات النووية لتوليد الكهرباء, وتنظيم نقل وزراعة الأعضاء البشرية, وحماية الآثار المصرية وغير ذلك من مشروعات للقوانين تلقي في مجملها عبئا تشريعيا كبيرا علي هذه الدورة البرلمانية, ومسئولية ضخمة علي نواب الشعب.
إصلاحات جريئة
لقد انطلقت الفلسفة التشريعية للبرلمان منذ عام2005 من فلسفة أوسع نطاقا لعملنا الوطني, فلسفة تأسست علي الحاجة الماسة لإصلاحات جريئة تعي المعطيات الجديدة لمجتمعنا ومنطقتنا والعالم من حولنا وتمهد الطريق لنهضة مصرية تتجاوب مع معطيات القرن الحادي والعشرين.
جاء ما تحقق من الإصلاح الدستوري والتشريعي في سياق إصلاحات أوسع نطاقا,
طالت مختلف قطاعات وفئات مجتمعنا, إصلاحات أعطت حياتنا الحزبية والسياسية دفعة قوية للأمام, عززت قوة اقتصادنا وقدرته علي النمو والتنمية واتاحة فرص العمل, ودعمت إمكانيات الدولة في النهوض بمسئوليتها الاجتماعية تجاه المواطنين.
قطعت بنا هذه الإصلاحات شوطا طويلا في تنفيذ البرنامج الذي خضت به انتخابات2005, وحزت به ثقة الشعب وتأييده, حققت لنا في أربع سنوات طفرة في الاستثمار المصري والعربي والأجنبي وزيادات ملموسة في معدلات النمو الاقتصادي والتشغيل وإتاحة فرص العمل وزيادات في صادراتنا من السلع والخدمات, وفي مستويات الأجور, ومخصصات الانفاق الاجتماعي للدولة.
النجاح الأكبر
نعم.. لقد حققنا كل ذلك وغيره إلا أن نجاحنا الأكبر والأهم هو أننا بنينا لاقتصادنا الوطني القدرة علي زيادة موارده الذاتية لنحقق ما حققناه بمواردنا المصرية وإمكاناتنا, واستطاع اقتصادنا ـ بقدراته الذاتية ـ أن يثبت قوته في مواجهة الأزمات.
لقد نجحنا خلال العامين الماضيين في مواجهة أزمتين عالميتين متتابعتين, نجحنا في احتواء تداعيات أزمة الارتفاع غير المسبوق في الأسعار العالمية للغذاء دون أن تنهار مواردنا, أو تطيح بفقرائنا واستطعنا ـ بموارد اقتصادنا الوطني ـ أن نخفف قدر المستطاع معاناة محدودي الدخل.. من موجة الغلاء والتضخم.
كما أن اقتصادنا ـ بقوته الذاتية ـ وبما حققته لنا خطوات الإصلاح.. قد مكننا من مواجهة أزمة الركود الحالي للاقتصاد العالمي.. ببرنامج للانعاش الاقتصادي بلغ(15) مليار جنيه بميزانية العام الماضي.. اعقبه برنامج ثان بلغ( مليارات جنيه بميزانية العام الحالي. وكما ذكرت لكم اليوم.. فسوف نستكمله ببرنامج ثالث لتعزيز موارد هيئاتنا الاقتصادية.. بما يسمح بزيادة انفاقها بمقدار(10) مليارات جنيه إضافية.
الإنعاش الاقتصادي
لقد صاحبت برامج الحكومة للانعاش الاقتصادي.. إجراءات لزيادة حوافز الاستثمار المصري والعربي والأجنبي, وأخري لدعم الصادرات.. وسياسيات مالية ونقدية.. تحقق الاستقرار المالي والحفاظ علي مستوي العجز في الموازنة العامة.. وتحقق توازنا نقديا يحد من معدلات التضخم وغلاء الأسعار.
إن هذه الأزمة وضعت دول العالم امام أوقات وخيارات صعبة.. وكان خيارنا.. أن نواجهها بحزمة من الإجراءات لتحفيز اقتصادنا.. مع إيلاء الأولوية للحد من تداعياتها علي مستويات التشغيل والعمالة المصرية.. وتخفيف تبعاتها الاجتماعية والإنسانية.. علي الفقراء والبسطاء من أبناء الشعب.
لم ينكمش اقتصادنا.. لم يتراجع نمو دخل مصر القومي.. استطعنا أن نحافظ علي مستوي معقول من الدخول وزيادة الأجور.. ونجحنا في إتاحة ما يزيد عن(600) ألف فرصة عمل العام الماضي.. في وقت يشهد فيه العالم.. ارتفاع معدلات البطالة وتراجع فرص العمل.
وأقول لكم.. بمشاعر صادقة من الاعتزاز الوطني.. إننا نجحنا في مواجهة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء.. والأزمة العالمية الراهنة.. بمواردنا الذاتية.. وليس بالمساعدات أو بالاستدانة من الخارج.
وكما ذكرت منذ أسابيع قليلة.. فقد أدرنا الأزمة الحالية ـ ولانزال ـ دون المساس بعجز الموازنة العامة.. ومع استمرار تخفيض نسبة الدين العام لدخل مصر القومي.. فنجحنا في حماية أجيال اليوم من إعصار هذه الأزمة.. دون أن نحمل أجيال الغد أعباء تثقل كاهلهم.. وتتجاوز طاقاتهم ومواردهم.
التزامات ثابتة
إن ما حققناه حتي الآن.. يؤهلنا لتحقيق مكتسبات جديدة. ولقد وجهت الحكومة للمضي في المزيد من خطوات الإصلاح.. دون الرجعة إلي الوراء. تظل أولوياتنا كما هي.. تدعمها ذات الفلسفة التشريعية الواضحة والمحددة. لدينا التزامات ثابتة.. تجاه البسطاء والفقراء ومحدودي الدخل.. وإلتزامات مماثلة تجاه الفلاحين والعمال وأبناء الطبقة الوسطي.. وتجاه كل مواطن مصري.. وأسرة مصرية.
إن مستقبل الأمم والشعوب هو جنين حاضرها.. بصعابه وتحدياته.. وآماله وطموحاته.. وهو نتاج ما تقدمه أجيال الحاضر لأجيال الغد.. ويتعين علينا جميعا ـ شعبا ونوابا وحكومة ـ أن تكون لنا رؤية واضحة لصورة الوطن.. خلال العشر سنوات القادمة.. وما بعدها.
رؤية لمجتمع مصري.. نحلم به ونسعي إليه.. يرسخ أركان الديمقراطية.. ويواصل تعزيز حقوق مواطنيه وحرياتهم الأساسية. مجتمع ديمقراطي.. يوطد دعائم اللامركزية.. يضع بأيدي المحليات أدوات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. يشرك المجالس الشعبية في وضع السياسات.. وفي اتخاذ قرارات انفاق الموارد واستخدماتها.. وتحديد أدوات التنفيذ ومتابعته.. ومحاسبة القائمين عليه.
رؤية لمجتمع مصري.. نحلم به ونسعي إليه.. باقتصاد تزداد موارده.. ينمو عاما بعد عام.. وبنية أساسية أكثر تطورا واتساعا وجذبا للاستثمار. مجتمع يوفر المزيد من فرص العمل لشبابه.. والمزيد من الدخول لمواطنيه.. يتيح لهم مستوي أفضل من الخدمات.. ومستوي افضل للمعيشة.. يرعي الفقراء من أبنائه.. يواصل الاستهداف الجغرافي للقري الأكثر احتياجا.. يمضي في تطوير العشوائيات.. يعزز التكافل بين أبناء الوطن.. وينحاز للبسطاء والمهمشين.
رؤية لمجتمع مصري.. نحلم به ونسعي إليه.. يتصدي بشجاعة لمشكلة الزيادة السكانية.. بتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية الخطرة.. وانعكاساتها علي ما يقدم للمواطنين من الدعم والخدمات.. يحقق تطويرا جذريا للتعليم بكافة مراحله.. يربط مخرجاته باحتياجات سوق العمل.. ويولي الأولوية الواجبة للبحث العلمي.. ليكون قاطرة للنمو.. وليقود حركة المجتمع نحو المستقبل.
فكر وسواعد المصريين
وأقول بكل الثقة والاقتناع.. إننا قادرون علي تحقيق هذه الرؤية وهذا الحلم.. بفكر وسواعد المصريين.. بشعب وضع أقدامه علي الطريق الصحيح.. وأثبت ـ بسجل مشرف عبر التاريخ ـ قدرته علي قهر المستحيل.. عندما تتوحد طاقاته حول هدف قومي واحد.. من اجل الوطن.
سجل ناصع لشعب عريق وعظيم.. خاض حروبا دامية دفاعا عن أرضه وسيادته وقضايا أمته.. وقف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب والتطرف.. وتصدي ـ ولايزال ـ لمحاولات الوقيعة بين مسلميه وأقباطه.. سجل حافل وملهم.. نستمد منه المزيد من العزم والتصميم.. ونمضي في طريقنا إلي الأمام.
تحديات المنطقة والعالم
إن تحرك مصر في محيطها الإقليمي والدولي.. يرتبط ارتباطا وثيقا برؤيتنا لهذا المستقبل الذي نحلم به ونسعي إليه.. كما يرتبط بتعاملنا اليومي مع تحديات منطقتنا.. والعالم من حولنا.. في صلته بأمن مصر القومي.. والمصالح العليا للوطن.
إننا نقيم علاقتنا الخارجية علي أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.. ونمارس دورا فاعلا.. بدوائر تحركنا العربي والأفريقي والمتوسطي والدولي.
تتولي مصر الآن رئاسة حركة عدم الانحياز, والرئاسة المشاركة للاتحاد من اجل المتوسط.. وسوف تتولي الرئاسة المقبلة لمنظمة المؤتمر الاسلامي. استضفنا هذا الشهر منتدي التعاون بين الصين وأفريقيا.. ونستضيف مطلع العام القادم قمة التعاون بين أفريقيا وفرنسا.
خدمة السلام والاستقرار
نوظف علاقاتنا الدولية لخدمة قضايا السلام والاستقرار في منطقتنا, في علاقتها بأمن مصر القومي بمفهومه الشامل.. وما يتصل به من قضايا أمن إمدادات المياه والطاقة والأمن الغذائي. ندافع عن مواقف الدول النامية من هذه القضايا وغيرها بصوت قوي ومسموع, نتحدث باسم أفريقيا في المفاوضات الصعبة لجولة الدوحة بمنظمة التجارة العالمية, ونسهم بدور فاعل بدوائر صنع القرار في النظام الاقتصادي العالمي الراهن بمؤسساته وتجمعاته.
نضع سياستنا الخارجية في خدمة قضايا التنمية والداخل المصري وجالياتنا علي اتساع العالم, إن رعاية مواطنينا بالخارج مسئولية الدولة, نرعي حقوقهم لا نقبل المساس بهم, أو التطاول عليهم, أو امتهان كرامتهم, وأقول بكلمات واضحة, إن كرامة المصريين من كرامة مصر, ومصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها.
الوضع العربي الراهن
تظل دائرة تحركنا العربي أولوية من أولويات سياستنا الخارجية, نأسف للوضع العربي الراهن وما يشهده من محاور وخلافات وصغائر, نحذر من تدخل إيران في الشأن العربي, ولن نتردد في اتخاذ مواقف تتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار وتحمي أمن مصر القومي في صلته بأمن منطقة الخليج والبحر الأحمر وأمن الشرق الأوسط بوجه عام.
يأتي في قلب دائرة تحركنا الأفريقي تأمين إمدادات المياه في صلتها الوثيقة بالأمن الغذائي وأمن مصر القومي, نولي اهتماما فائقا لدعم علاقاتنا بدول حوض النيل, ونثق في قدرتنا علي التوصل معا لرؤية مشتركة تتأسس علي التعاون لا التنافس, تحقق مصالح دول المنبع, وتحفظ حقوق مصر واستخداماتها الحالية لمياه النيل.
تولي دائرة تحركنا الأوروبي ـ والدولي ـ اهتماما خاصا لقضية أمن الطاقة باعتبارها قضية أساسية في إدارة العلاقات الإستراتيجية والسياسية بين الدول, نعمل علي تأمين احتياجات الطاقة لأجيال المستقبل, ونسعي لتعزيز القيمة الإستراتيجية لمصر.. كمركز إقليمي لتجارة وتخزين وتداول الطاقة عبر شبكات الربط الكهربائي وخطوط الغاز, نواصل تنويع وتطوير وترشيد استخدامات الطاقة, ونمضي في برنامجنا لإقامة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.
لقد أصبح هذا البرنامج عنصرا أساسيا من عناصر إستراتيجيتنا القومية للطاقة, إنني أتلقي تقارير دورية من الحكومة حول استكمال الإطار التشريعي والهياكل المؤسسية والإجراءات التنفيذية للبرنامج, وأتابع ـ عن قرب ـ اتصالاتنا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وبكل من يبدي استعدادا للتعاون معنا من الدول الصديقة, ودعوني أؤكد لكم بعبارات واضحة أن مصر ماضية في تنفيذ هذا البرنامج القومي دون تردد, تحترم التزاماتها الدولية وفق معاهدة منع الانتشار ولا نقبل أن تكبل حركتها ضغوط أومشروطيات.
فرصة جديدة للسلام
الإخوة والأخوات..
ستبقي القضية الفلسطينية أولوية رئيسية في تحرك سياستنا الخارجية, وسيظل غياب السلام العادل الخطر الأكبر في منطقتنا رغم تعدد المخاطر والتهديدات المحدقة بالشرق الأوسط بما في ذلك الجدل حول برنامج إيران النووي, والوضع في أفغانستان بتداعياته علي الساحة الباكستانية وانعكاسات كل ذلك علي الأمن الإقليمي بالمنطقة العربية.
لقد لاحت فرصة جديدة لإحياء عملية السلام في مطلع العام الحالي, إلا أن الآمال التي تطلعت إليها سرعان ما تراجعت, ولاتزال جهود كسر الجمود الحالي تراوح مكانها, وتصطدم بمواقف إسرائيلية متعنتة لاتقرن حديثها عن السلام بسياسات تستجيب لمرجعياته واستحقاقاته.
نداء السلام
وأقول بعبارات لا تحتمل اللبس, إن إسرائيل تقوض فرص السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الأقصي ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف, أقول لقادتها إنكم تضعون عقبات جديدة في طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض علي حدود' مؤقتة' للدولة الفلسطينية, واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائي, وأقول لهم أوقفوا ممارساتكم في الضفة الغربية, ارفعوا حصاركم عن غزة.. كفاكم تعنتا ومراوغة, وامتثلوا لنداء السلام.
سنظل علي استعداد ـ كعادتنا ـ لدعم كل جهد صادق ونزيه يوقف الاستيطان بالأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية, يستأنف المفاوضات من حيث انتهت مع الحكومة الإسرائيلية السابقة وفق إطار زمني محدد, وضمانات واضحة, مفاوضات جادة, تلتزم بالشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام, تحقق السلام العادل وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة, وعاصمتها القدس الشريف.
وفي ذات السياق, فإننا لن نفقد الأمل في إنهاء الانقسام الفلسطيني الراهن, فهو متطلب ضروري للدفاع عن قضيتهم, ورفع المعاناة عن شعبهم, لقد بذلنا جهودا مضنية منذ شهر مارس الماضي من أجل وفاق وطني يحقق المصالحة بين السلطة الوطنية والفصائل.
واصلنا هذه الجهود بالكثير من الصبر والمثابرة, رغم تباعد الرؤي والمواقف بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد, ورغم ضغوط خارجية ـ نعلمها ـ مورست علي الفصائل لإفشال الجهود المصرية.
وأقول بكلمات صريحة وواضحة إن مصر لن تقبل المزيد من المماطلة أو أن تستمر هذه الجهود إلي ما لانهاية, وعلي الفصائل أن تتحمل مسئوليتها أمام شعب فلسطين, وأمام التاريخ.
وحدة الهدف والمصير
أننا نفتتح هذه الدورة البرلمانية عاقدين العزم علي مواجهة تحديات الداخل والخارج.. صفا واحدا وبروح وعزم المصريين, نعلم أننا علي الطريق الصحيح.. ونثق في قدرتنا علي التغلب علي هذه التحديات, كما فعلنا ذلك من قبل في العديد من الأوقات الصعبة.. والعديد من الصعاب والأزمات.
نمضي معا نحو الغد بخطي مطمئنة واثقة.. ووطن قوي مستقر, نمضي نحو هذا الغد.. بمؤسساتنا وأحكام دستورنا وتماسك شعبنا.. نضع أساسا راسخا للأجيال القادمة ونمهد لها الطريق, لا نقامر بمستقبل الوطن إرضاء لأحد أيا كان, ولا نقبل سوي ما يحقق مصالح أبناء الشعب.
إنني كرئيس لكل المصريين, أؤمن بأننا جميعا في خندق واحد, ندافع عن القيم والمصالح المشتركة لشعبنا, وتجمعنا وحدة الهدف والمصير, وإنني أمد يدي لكل مصري ومصرية لنعمل ـ يدا بيد ـ من أجل الوطن.
نمضي في طريقنا موقنين أن مصر.. الأرض, والوطن, والشعب, والدستور, والمؤسسات.. هي الباقية..نلتف جميعا حول رايتها.. نواصل العمل والعطاء من أجلها.. واثقين أن الله معنا.. يرعي مسيرتنا ويسدد خطانا.
مصر.. الأرض.. والوطن.. والشعب.. والدستور.. والمؤسسات
لا تهاون مع من يسيء لكرامة أبناء مصر
مبارك في خطاب البرلمان الثالث والعشرين يحدد ركائز: دولة الحـــلم المصـــري
أكد الرئيس حسني مبارك أن مصر نجحت في مواجهة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء والأزمة العالمية الراهنة بمواردها الذاتية وليس بالمساعدات أو بالاستدانة من الخارج منوها بأن مصر أدارت الأزمة الحالية ولا تزال دون المساس بعجز الموازنة العامة.
وقال إنني كرئيس لكل المصريين أؤمن بأننا جميعا في خندق واحد ندافع عن القيم والمصالح المشتركة لشعبنا وتجمعنا وحدة الهدف والمصير وإنني أمد يدي لكل مصري ومصرية لنعمل يدا بيد من أجل الوطن.
جاء ذلك في الخطاب السياسي الشامل الذي ألقاه الرئيس مبارك أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري في بداية الدورة البرلمانية الجديدة امس.
واكد الرئيس ان مصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة ابنائها وترفض المساس بهم او التطاول عليهم او امتهان كرامتهم مشددا علي ان كرامة المصريين من كرامة مصر وان رعاية مواطنينا بالخارج مسئولية الدولة.
وقال الرئيس مبارك إننا نفتتح هذه الدورة البرلمانية الجديدة عاقدين العزم علي مواجهة تحديات الداخل والخارج صفا واحدا وبروح وعزم المصريين نعلم أننا علي الطريق الصحيح ونثق في قدراتنا علي التغلب علي هذه التحديات كما فعلنا ذلك في العديد من الصعاب والأزمات.. لدينا التزامات ثابتة تجاه البسطاء والفقراء ومحدودي الدخل والتزامات مماثلة تجاه الفلاحين والعمال وأبناء الطبقة الوسطي وتجاه كل مواطن مصري وأسرة مصرية.
وأوضح أنه سوف يحيل لنواب الشعب خلال الدورة البرلمانية الجديدة عددا من مشروعات القوانين المهمة بغرض استكمال البرنامج الخاص لاحتواء تداعيات الركود الاقتصادي العالمي وتدعم استعدادات مصر لمزيد من النمو وفرص العمل وتعزز تحركات توسيع قاعدة العدل الاجتماعي وجهود الارتقاء بالخدمات.
وأشار الي انه سوف يتقدم للدورة البرلمانية الجديدة بطلب اعتماد إضافي لبرنامج ثالث للانعاش الاقتصادي يتجاوز10 مليارات جنيه يوجه بصفة أساسية لمشروعات المياه والصرف الصحي والطرق وقري الظهير الصحراوي بغرض إعطاء دفعة جديدة لما حققته برامج تحفيز الاقتصاد المصري في مواجهة الركود العالمي.
وحول الوضع في الشرق الأوسط حمل مبارك إسرائيل تقويض فرص عملية السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الأقصي ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف.
وقال الرئيس مبارك موجها كلامه لقادة إسرائيل' إنكم تضعون عقبات جديدة في طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض علي حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية, واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائي, أوقفوا ممارساتكم في الضفة الغربية, ارفعوا حصاركم عن غزة, كفاكم تعنتا ومراوغة, امتثلوا لنداء السلام'.
وحذر الرئيس مبارك في خطابه من تدخل ايران في الشأن العربي مؤكدا اننا لن نتردد في اتخاذ مواقف تتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار وتحمي امن مصر القومي.
وفيما يلي نص خطاب الرئيس مبارك امام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري بمناسبة بدء الدورة البرلمانية الجديدة..
أتحدث إليكم في بداية دورة برلمانية جديدة ومرحلة حاسمة من مسيرة الوطن. أتوجه بحديث صريح من القلب.. لنواب الشعب وللمصريين والمصريات الذين جاءوا بهم لمقاعد البرلمان.
نفتتح هذه الدورة.. وسط تحديات داخلية وازمات إقليمية وعالم مضطرب وركود للاقتصاد الدولي هو الأعنف والأخطر منذ نحو المائة عام.
نقبل علي هذه الدورة واعين لكل ذلك حاملين في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا هموم المواطن المصري وشواغل الفقراء والبسطاء من أبناء الشعب نقبل عليها مدركين معاناة الأسر المصرية في مواجهة تكاليف المعيشة وأعباء الحياة وتطلعها للحاضر والمستقبل الأفضل.
هذا هو البرلمان الثالث والعشرين منذ افتتاح هذا المبني العريق عام1924 وتلك هي الدورة الخامسة, والأخيرة في فصله التشريعي التاسع وقبل الانتخابات التشريعية المقررة العام القادم.
أتذكر حديثي إليكم في مستهل هذا الفصل التشريعي عام2005 وأتوجه إليكم جميعا بمشاعر التهنئة والتقدير فلقد حقق هذا البرلمان بحق إنجازات عديدة عبر الدورات الأربعة الماضية وأسهم إسهاما كبيرا في تحديث بنيتنا الدستورية والتشريعية.
إنجازات البرلمان
سيذكر الشعب والتاريخ لهذا البرلمان.. إسهامه في تعزيز حقوق الانسان السياسية والمدنية للمواطن المصري سنذكر جميعا مناقشاته المستفيضة للتعديلات الدستورية بما حققته من اصلاح دستوري هو الاوسع نطاقا منذ سبعينات القرن الماضي سنذكر لهذا البرلمان ما قام به لتحديث التشريعات المكملة للدستور وما اعتمده من تعديلات علي قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون الاحزاب وقانون مجلسي الشعب والشوري وغيرها وستتذكر أجيالنا القادمة الإسهام البعيد المدي لكل ذلك في ترسيخ الديمقراطية وحقوق المواطنة وتدعيم دور الأحزاب والبرلمان وفي حياتنا السياسية بوجه عام.
سيذكر الشعب والتاريخ لهذا البرلمان.. ما حققه لدعم استقلال القضاء.. سنذكر ما ادخله من تعديلات علي قانون المحكمة الدستورية العليا تحقيقا للعدالة الناجزة وضمانا لسرعة الفصل في القضايا والطعون المنظورة امامها. كما سنذكر اعتماده لقانون المجلس الأعلي للتنسيق بين الهيئات القضائية وقانون الغاء جهاز المدعي العام الاشتراكي ومحكمة القيم ونقل اختصاصاتها لجهاز الكسب غير المشروع والنيابة العامة والمحاكم المدنية.
حرية الرأي والتعبير
سيذكر الشعب والتاريخ لهذا البرلمان.. جهوده لدعم حرية الرأي والتعبير وما اقره من تعديلات علي النصوص القانونية المتعلقة بجرائم النشر وقانون الإجراءات الجنائية ونصوصه المتعلقة بالحبس الاحتياطي.
سيذكر الشعب والتاريخ لهذا البرلمان.. إسهامه في تعزيز حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية لأبناء مصر سنذكر لنواب الشعب العديد من التشريعات التي صححت اختلالات اقتصادنا وعززت قدرته علي جذب الاستثمار والنمو ومواجهة الأزمات وقدرته علي تعبئة الموارد اللازمة للانفاق الاجتماعي للدولة.. مساندة الفقراء والفئات الأولي بالرعاية والارتقاء بالخدمات.
سنذكر جميعا ما أضافه من تيسيرات لقانون الضريبة علي الدخل وسنذكر بالتقدير قوانين المحاكم الاقتصادية وحماية المستهلك وحماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية, والبناء والتنمية العمرانية, والضريبة علي العقارات المبنية, والقانون الداعم لاجهزة الرقابة علي الاسواق والأدوات المالية غير المصرية... وغير ذلك من التشريعات الهامة.
سيذكر الشعب والتاريخ لهذا البرلمان.. ما حققه من تطوير لبعض جوانب الإطار التشريعي المنظم للأحوال الشخصية.. وقانون الطفل وقانون محاكم الأسرة, كما سنذكر بالاعتزاز.. ما اعتمده هذا البرلمان من مقاعد إضافية للمراة المصرية بمجلس الشعب.
المشاركة السياسية
لقد جمع بين كل هذه التشريعات.. وغيرها قاسم مشترك وأولويات وفلسفة مشتركة.. فلسفة.. بدأت قبل هذا الفصل التشريعي وتواصلت خلال دوراته الأربع الماضية فلسفة تسعي لتعزيز أركان ديمقراطيتنا ولتوسيع قاعدة المشاركة السياسية... فلسفة تولي الأولوية للمواطنين البسطاء وتسعي لزيادة الاستثمارات ومعدلات النمو لتتيح امامهم المزيد من فرص العمل والعيش الكريم.. فلسفة.. تستهدف زيادة موارد الدولة وزيادة انفاقها الاجتماعي.. مع الحفاظ علي التوازنات المالية والحد من التضخم.. علي نحو ماحققه قانون الضريبة علي الدخل... وتراعي في ذات الوقت عدم المساس بالفقراء والفئات محدودة الدخل.. علي نحو ماحرص عليه قانون الضرائب العقارية.
إنني أعرب لكم مجددا عن تهنئتي وتقديري.. وأؤكد تطلعي لمواصلة العمل معكم جميعا ـ أغلبية ومعارضة ـ خلال الدورة البرلمانية الجديدة لنستكمل معا ما تحقق منذ بداية هذا الفصل التشريعي الهام ولنخطو بعملنا البرلماني والوطني.. خطوات جديدة إلي الامام.
إننا نبدأ دورة برلمانية هامة.. في ختام هذا الفصل التشريعي وأمامنا أجندة تشريعية طموحة.. تتأسس علي ذات الفلسفة المشتركة.. وتسعي لتحقيق ذات الأولويات. لقد بحثت الخطة التشريعية للدورة الحالية مع الحكومة, وسوف أحيل لنواب الشعب خلالها عددا من مشروعات القوانين المهمة تستكمل برامجنا لاحتواء تداعيات الركود الحالي للاقتصاد العالمي, تدعم استعدادنا لمزيد من النمو وفرص العمل بعد تراجعه, تعزز تحركنا لتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي, وجهودنا للارتقاء بالخدمات.
استكمالا لتحركنا في مواجهة الأزمة العالمية الراهنة سوف نتقدم لهذه الدورة ـ وعلي نحو عاجل ـ بطلب اعتماد إضافي لبرنامج ثالث للانعاش الاقتصادي يتجاوز(10) مليارات جنيه بموازنة هيئاتنا الاقتصادية يوجه بصفة أساسية لمشروعات المياه والصرف الصحي والطرق, وقري الظهير الصحراوي, نعطي دفعة جديدة لما حققته برامج تحفيز اقتصادنا في مواجهة الركود العالمي, في ميزانيتي العام الماضي والعام الحالي, ونحتوي تداعيات الأزمة العالمية علي اقتصادنا وعلي مستويات الاستثمار والعمالة المصرية, وعلي البسطاء من أبناء الشعب.
وفي ذات الإطار وذات الأولوية, فسوف نتقدم إلي نواب الشعب في هذه الدورة بمشروع قانون مهم لتنظيم مشاركة القطاع الخاص في مشروعات البنية الأساسية والمرافق العامة.. ليفتح الباب أمام مشاركة القطاع الخاص مع الحكومة, في مشروعات الطرق والنقل ومحطات المياه والصرف الصحي والمدارس.. وغيرها.
لقد باتت الحاجة ماسة لهذه المشاركة الهامة من جانب القطاع الخاص دون الإخلال بالتزامات الدولة تجاه المواطنين, ودون المساس بمستوي ما يقدم لهم من خدمات ومرافق, إن مشروع هذا القانون يتيح التوسع في مشروعات البنية الأساسية والمرافق بما يتجاوز المخصصات المدرجة بالموازنة العامة للدولة يتيح فرص عمل جديدة لشبابنا ويحقق إنجازا أسرع ومستوي أكثر تطورا للخدمات والمرافق, كما يحقق صيانة أفضل.. بتكاليف أقل.
العدل الاجتماعي
واستكمالا لما حققناه لتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي ومساندة الفقراء وشرائح المجتمع محدودة الدخل, فسوف نتقدم لهذه الدورة بمشروع القانون الجديد للتأمينات والمعاشات, مشروع قانون مهم يخفض نسبة الاشتراكات لتواكب المعدل العالمي يضمن زيادة سنوية للمعاشات لمواجهة التضخم, يغطي أخطار العجز والوفاة وإصابات العمل والبطالة, ويتيح معاشا للعمالة الموسمية وغير المنتظمة مع تحمل الحكومة نصف اشتراكاتهم, ويوفر معاشا لكل من يبلغ سن التقاعد.
ينطلق مشروع هذا القانون من ذات الفلسفة التشريعية وتحقيقا لأولوياتها, فهو يطلق الحد الأقصي للمعاشات, ويعزز قدرة مجتمعنا علي الادخار في أوعية ادخارية مضمونة من الدولة تتحول لاستثمارات تحقق المزيد من النمو وفرص العمل, كما أنه يخدم أولويتنا لتعزيز قدرة اقتصادنا علي تلبية احتياجات النمو والتنمية.
وتحقيقا لذات الأولويات والأهداف سوف نرفع قيمة معاش الضمان الاجتماعي بنسبة25%, اعتبارا من مطلع العام المقبل, وسوف تتقدم الحكومة لهذه الدورة بتعديلات مهمة علي قانون الضمان الاجتماعي تنحاز للبسطاء والفقراء من أبناء الشعب, توسع قاعدة الأسر المستفيدة من المعاش, وتعدل معايير استحقاقه لتغطي فئات جديدة.
الرعاية الصحية
وتأسيسا علي ذات الفلسفة التشريعية, سوف أحيل لهذه الدورة مشروع قانون لنظام متطور للتأمين الصحي باعتباره أولوية من أولويات الخطة التشريعية, وركيزة أساسية لتطوير خدمات الرعاية الصحية للمواطنين.
إن الأسر المصرية تتحمل اليوم نحو70% من الانفاق علي خدمات الرعاية الصحية, وسنطرح مشروع هذا القانون ليخفض هذه النسبة إلي35% للمشتركين في نظام التأمين الصحي تخفيضا لأعباء هذه الأسر بوجه عام والمواطنين من محدودي الدخل بوجه خاص.
نظام جديد للتأمين الصحي تغطي مظلته كل مصري ومصرية ويضمن حق كل مواطن في الرعاية الصحية بحسب حاجته وليس قدرته علي تحمل تكلفتها, فالقادر يتحمل اشتراكات التأمين وغير القادر تتحمله الدولة, لقد كان مشروع هذا القانون موضوعا لحوار مستفيض شارك فيه المجتمع بفئاته وأحزابه ونقاباته, وسوف نحيله إلي هذه الدورة بعد أن أسهم هذا الحوار المجتمعي في وضع معالمه.
الفلاح في قلب الأولويات
سيظل الفلاح المصري في قلب أولويتنا للاستثمار والنمو والتشغيل, وأولويتنا للعدالة الاجتماعية وتطوير الخدمات العامة, ولقد حققنا لأبناء الريف مكتسبات عديدة خلال السنوات الأربع الماضية تستجيب لتطلعاتهم للأحوزة العمرانية الجديدة, وللمزيد من خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والتنمية الريفية.وقد وجهت الحكومة لإجراءات عاجلة ترفع ربحية العاملين في الزراعة, وتخفف معاناة المزارعين, وسوف تتقدم الحكومة لهذه الدورة بمشروع قانون لإعادة هيكلة البنك الزراعي المصري يعزز الدور الاقتصادي والاجتماعي للبنك في مساندة الفلاحين يعيد هيكلته فنيا وماليا وإداريا يطور خدماته المصرفية ويضعها في خدمة المزارعين والتنمية الزراعية.
تلك بعض أولويات الأجندة التشريعية لهذه الدورة, ومشروعات القوانين المهمة التي ستحيلها الحكومة للبرلمان, كما تظل أمام هذه الدورة مشروعات القوانين المحالة إليها من الدورة الماضية حول تنظيم الأنشطة النووية والإشعاعية في إطار برنامجنا الإستراتيجي للمحطات النووية لتوليد الكهرباء, وتنظيم نقل وزراعة الأعضاء البشرية, وحماية الآثار المصرية وغير ذلك من مشروعات للقوانين تلقي في مجملها عبئا تشريعيا كبيرا علي هذه الدورة البرلمانية, ومسئولية ضخمة علي نواب الشعب.
إصلاحات جريئة
لقد انطلقت الفلسفة التشريعية للبرلمان منذ عام2005 من فلسفة أوسع نطاقا لعملنا الوطني, فلسفة تأسست علي الحاجة الماسة لإصلاحات جريئة تعي المعطيات الجديدة لمجتمعنا ومنطقتنا والعالم من حولنا وتمهد الطريق لنهضة مصرية تتجاوب مع معطيات القرن الحادي والعشرين.
جاء ما تحقق من الإصلاح الدستوري والتشريعي في سياق إصلاحات أوسع نطاقا,
طالت مختلف قطاعات وفئات مجتمعنا, إصلاحات أعطت حياتنا الحزبية والسياسية دفعة قوية للأمام, عززت قوة اقتصادنا وقدرته علي النمو والتنمية واتاحة فرص العمل, ودعمت إمكانيات الدولة في النهوض بمسئوليتها الاجتماعية تجاه المواطنين.
قطعت بنا هذه الإصلاحات شوطا طويلا في تنفيذ البرنامج الذي خضت به انتخابات2005, وحزت به ثقة الشعب وتأييده, حققت لنا في أربع سنوات طفرة في الاستثمار المصري والعربي والأجنبي وزيادات ملموسة في معدلات النمو الاقتصادي والتشغيل وإتاحة فرص العمل وزيادات في صادراتنا من السلع والخدمات, وفي مستويات الأجور, ومخصصات الانفاق الاجتماعي للدولة.
النجاح الأكبر
نعم.. لقد حققنا كل ذلك وغيره إلا أن نجاحنا الأكبر والأهم هو أننا بنينا لاقتصادنا الوطني القدرة علي زيادة موارده الذاتية لنحقق ما حققناه بمواردنا المصرية وإمكاناتنا, واستطاع اقتصادنا ـ بقدراته الذاتية ـ أن يثبت قوته في مواجهة الأزمات.
لقد نجحنا خلال العامين الماضيين في مواجهة أزمتين عالميتين متتابعتين, نجحنا في احتواء تداعيات أزمة الارتفاع غير المسبوق في الأسعار العالمية للغذاء دون أن تنهار مواردنا, أو تطيح بفقرائنا واستطعنا ـ بموارد اقتصادنا الوطني ـ أن نخفف قدر المستطاع معاناة محدودي الدخل.. من موجة الغلاء والتضخم.
كما أن اقتصادنا ـ بقوته الذاتية ـ وبما حققته لنا خطوات الإصلاح.. قد مكننا من مواجهة أزمة الركود الحالي للاقتصاد العالمي.. ببرنامج للانعاش الاقتصادي بلغ(15) مليار جنيه بميزانية العام الماضي.. اعقبه برنامج ثان بلغ( مليارات جنيه بميزانية العام الحالي. وكما ذكرت لكم اليوم.. فسوف نستكمله ببرنامج ثالث لتعزيز موارد هيئاتنا الاقتصادية.. بما يسمح بزيادة انفاقها بمقدار(10) مليارات جنيه إضافية.
الإنعاش الاقتصادي
لقد صاحبت برامج الحكومة للانعاش الاقتصادي.. إجراءات لزيادة حوافز الاستثمار المصري والعربي والأجنبي, وأخري لدعم الصادرات.. وسياسيات مالية ونقدية.. تحقق الاستقرار المالي والحفاظ علي مستوي العجز في الموازنة العامة.. وتحقق توازنا نقديا يحد من معدلات التضخم وغلاء الأسعار.
إن هذه الأزمة وضعت دول العالم امام أوقات وخيارات صعبة.. وكان خيارنا.. أن نواجهها بحزمة من الإجراءات لتحفيز اقتصادنا.. مع إيلاء الأولوية للحد من تداعياتها علي مستويات التشغيل والعمالة المصرية.. وتخفيف تبعاتها الاجتماعية والإنسانية.. علي الفقراء والبسطاء من أبناء الشعب.
لم ينكمش اقتصادنا.. لم يتراجع نمو دخل مصر القومي.. استطعنا أن نحافظ علي مستوي معقول من الدخول وزيادة الأجور.. ونجحنا في إتاحة ما يزيد عن(600) ألف فرصة عمل العام الماضي.. في وقت يشهد فيه العالم.. ارتفاع معدلات البطالة وتراجع فرص العمل.
وأقول لكم.. بمشاعر صادقة من الاعتزاز الوطني.. إننا نجحنا في مواجهة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء.. والأزمة العالمية الراهنة.. بمواردنا الذاتية.. وليس بالمساعدات أو بالاستدانة من الخارج.
وكما ذكرت منذ أسابيع قليلة.. فقد أدرنا الأزمة الحالية ـ ولانزال ـ دون المساس بعجز الموازنة العامة.. ومع استمرار تخفيض نسبة الدين العام لدخل مصر القومي.. فنجحنا في حماية أجيال اليوم من إعصار هذه الأزمة.. دون أن نحمل أجيال الغد أعباء تثقل كاهلهم.. وتتجاوز طاقاتهم ومواردهم.
التزامات ثابتة
إن ما حققناه حتي الآن.. يؤهلنا لتحقيق مكتسبات جديدة. ولقد وجهت الحكومة للمضي في المزيد من خطوات الإصلاح.. دون الرجعة إلي الوراء. تظل أولوياتنا كما هي.. تدعمها ذات الفلسفة التشريعية الواضحة والمحددة. لدينا التزامات ثابتة.. تجاه البسطاء والفقراء ومحدودي الدخل.. وإلتزامات مماثلة تجاه الفلاحين والعمال وأبناء الطبقة الوسطي.. وتجاه كل مواطن مصري.. وأسرة مصرية.
إن مستقبل الأمم والشعوب هو جنين حاضرها.. بصعابه وتحدياته.. وآماله وطموحاته.. وهو نتاج ما تقدمه أجيال الحاضر لأجيال الغد.. ويتعين علينا جميعا ـ شعبا ونوابا وحكومة ـ أن تكون لنا رؤية واضحة لصورة الوطن.. خلال العشر سنوات القادمة.. وما بعدها.
رؤية لمجتمع مصري.. نحلم به ونسعي إليه.. يرسخ أركان الديمقراطية.. ويواصل تعزيز حقوق مواطنيه وحرياتهم الأساسية. مجتمع ديمقراطي.. يوطد دعائم اللامركزية.. يضع بأيدي المحليات أدوات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. يشرك المجالس الشعبية في وضع السياسات.. وفي اتخاذ قرارات انفاق الموارد واستخدماتها.. وتحديد أدوات التنفيذ ومتابعته.. ومحاسبة القائمين عليه.
رؤية لمجتمع مصري.. نحلم به ونسعي إليه.. باقتصاد تزداد موارده.. ينمو عاما بعد عام.. وبنية أساسية أكثر تطورا واتساعا وجذبا للاستثمار. مجتمع يوفر المزيد من فرص العمل لشبابه.. والمزيد من الدخول لمواطنيه.. يتيح لهم مستوي أفضل من الخدمات.. ومستوي افضل للمعيشة.. يرعي الفقراء من أبنائه.. يواصل الاستهداف الجغرافي للقري الأكثر احتياجا.. يمضي في تطوير العشوائيات.. يعزز التكافل بين أبناء الوطن.. وينحاز للبسطاء والمهمشين.
رؤية لمجتمع مصري.. نحلم به ونسعي إليه.. يتصدي بشجاعة لمشكلة الزيادة السكانية.. بتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية الخطرة.. وانعكاساتها علي ما يقدم للمواطنين من الدعم والخدمات.. يحقق تطويرا جذريا للتعليم بكافة مراحله.. يربط مخرجاته باحتياجات سوق العمل.. ويولي الأولوية الواجبة للبحث العلمي.. ليكون قاطرة للنمو.. وليقود حركة المجتمع نحو المستقبل.
فكر وسواعد المصريين
وأقول بكل الثقة والاقتناع.. إننا قادرون علي تحقيق هذه الرؤية وهذا الحلم.. بفكر وسواعد المصريين.. بشعب وضع أقدامه علي الطريق الصحيح.. وأثبت ـ بسجل مشرف عبر التاريخ ـ قدرته علي قهر المستحيل.. عندما تتوحد طاقاته حول هدف قومي واحد.. من اجل الوطن.
سجل ناصع لشعب عريق وعظيم.. خاض حروبا دامية دفاعا عن أرضه وسيادته وقضايا أمته.. وقف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب والتطرف.. وتصدي ـ ولايزال ـ لمحاولات الوقيعة بين مسلميه وأقباطه.. سجل حافل وملهم.. نستمد منه المزيد من العزم والتصميم.. ونمضي في طريقنا إلي الأمام.
تحديات المنطقة والعالم
إن تحرك مصر في محيطها الإقليمي والدولي.. يرتبط ارتباطا وثيقا برؤيتنا لهذا المستقبل الذي نحلم به ونسعي إليه.. كما يرتبط بتعاملنا اليومي مع تحديات منطقتنا.. والعالم من حولنا.. في صلته بأمن مصر القومي.. والمصالح العليا للوطن.
إننا نقيم علاقتنا الخارجية علي أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.. ونمارس دورا فاعلا.. بدوائر تحركنا العربي والأفريقي والمتوسطي والدولي.
تتولي مصر الآن رئاسة حركة عدم الانحياز, والرئاسة المشاركة للاتحاد من اجل المتوسط.. وسوف تتولي الرئاسة المقبلة لمنظمة المؤتمر الاسلامي. استضفنا هذا الشهر منتدي التعاون بين الصين وأفريقيا.. ونستضيف مطلع العام القادم قمة التعاون بين أفريقيا وفرنسا.
خدمة السلام والاستقرار
نوظف علاقاتنا الدولية لخدمة قضايا السلام والاستقرار في منطقتنا, في علاقتها بأمن مصر القومي بمفهومه الشامل.. وما يتصل به من قضايا أمن إمدادات المياه والطاقة والأمن الغذائي. ندافع عن مواقف الدول النامية من هذه القضايا وغيرها بصوت قوي ومسموع, نتحدث باسم أفريقيا في المفاوضات الصعبة لجولة الدوحة بمنظمة التجارة العالمية, ونسهم بدور فاعل بدوائر صنع القرار في النظام الاقتصادي العالمي الراهن بمؤسساته وتجمعاته.
نضع سياستنا الخارجية في خدمة قضايا التنمية والداخل المصري وجالياتنا علي اتساع العالم, إن رعاية مواطنينا بالخارج مسئولية الدولة, نرعي حقوقهم لا نقبل المساس بهم, أو التطاول عليهم, أو امتهان كرامتهم, وأقول بكلمات واضحة, إن كرامة المصريين من كرامة مصر, ومصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها.
الوضع العربي الراهن
تظل دائرة تحركنا العربي أولوية من أولويات سياستنا الخارجية, نأسف للوضع العربي الراهن وما يشهده من محاور وخلافات وصغائر, نحذر من تدخل إيران في الشأن العربي, ولن نتردد في اتخاذ مواقف تتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار وتحمي أمن مصر القومي في صلته بأمن منطقة الخليج والبحر الأحمر وأمن الشرق الأوسط بوجه عام.
يأتي في قلب دائرة تحركنا الأفريقي تأمين إمدادات المياه في صلتها الوثيقة بالأمن الغذائي وأمن مصر القومي, نولي اهتماما فائقا لدعم علاقاتنا بدول حوض النيل, ونثق في قدرتنا علي التوصل معا لرؤية مشتركة تتأسس علي التعاون لا التنافس, تحقق مصالح دول المنبع, وتحفظ حقوق مصر واستخداماتها الحالية لمياه النيل.
تولي دائرة تحركنا الأوروبي ـ والدولي ـ اهتماما خاصا لقضية أمن الطاقة باعتبارها قضية أساسية في إدارة العلاقات الإستراتيجية والسياسية بين الدول, نعمل علي تأمين احتياجات الطاقة لأجيال المستقبل, ونسعي لتعزيز القيمة الإستراتيجية لمصر.. كمركز إقليمي لتجارة وتخزين وتداول الطاقة عبر شبكات الربط الكهربائي وخطوط الغاز, نواصل تنويع وتطوير وترشيد استخدامات الطاقة, ونمضي في برنامجنا لإقامة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.
لقد أصبح هذا البرنامج عنصرا أساسيا من عناصر إستراتيجيتنا القومية للطاقة, إنني أتلقي تقارير دورية من الحكومة حول استكمال الإطار التشريعي والهياكل المؤسسية والإجراءات التنفيذية للبرنامج, وأتابع ـ عن قرب ـ اتصالاتنا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وبكل من يبدي استعدادا للتعاون معنا من الدول الصديقة, ودعوني أؤكد لكم بعبارات واضحة أن مصر ماضية في تنفيذ هذا البرنامج القومي دون تردد, تحترم التزاماتها الدولية وفق معاهدة منع الانتشار ولا نقبل أن تكبل حركتها ضغوط أومشروطيات.
فرصة جديدة للسلام
الإخوة والأخوات..
ستبقي القضية الفلسطينية أولوية رئيسية في تحرك سياستنا الخارجية, وسيظل غياب السلام العادل الخطر الأكبر في منطقتنا رغم تعدد المخاطر والتهديدات المحدقة بالشرق الأوسط بما في ذلك الجدل حول برنامج إيران النووي, والوضع في أفغانستان بتداعياته علي الساحة الباكستانية وانعكاسات كل ذلك علي الأمن الإقليمي بالمنطقة العربية.
لقد لاحت فرصة جديدة لإحياء عملية السلام في مطلع العام الحالي, إلا أن الآمال التي تطلعت إليها سرعان ما تراجعت, ولاتزال جهود كسر الجمود الحالي تراوح مكانها, وتصطدم بمواقف إسرائيلية متعنتة لاتقرن حديثها عن السلام بسياسات تستجيب لمرجعياته واستحقاقاته.
نداء السلام
وأقول بعبارات لا تحتمل اللبس, إن إسرائيل تقوض فرص السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الأقصي ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف, أقول لقادتها إنكم تضعون عقبات جديدة في طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض علي حدود' مؤقتة' للدولة الفلسطينية, واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائي, وأقول لهم أوقفوا ممارساتكم في الضفة الغربية, ارفعوا حصاركم عن غزة.. كفاكم تعنتا ومراوغة, وامتثلوا لنداء السلام.
سنظل علي استعداد ـ كعادتنا ـ لدعم كل جهد صادق ونزيه يوقف الاستيطان بالأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية, يستأنف المفاوضات من حيث انتهت مع الحكومة الإسرائيلية السابقة وفق إطار زمني محدد, وضمانات واضحة, مفاوضات جادة, تلتزم بالشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام, تحقق السلام العادل وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة, وعاصمتها القدس الشريف.
وفي ذات السياق, فإننا لن نفقد الأمل في إنهاء الانقسام الفلسطيني الراهن, فهو متطلب ضروري للدفاع عن قضيتهم, ورفع المعاناة عن شعبهم, لقد بذلنا جهودا مضنية منذ شهر مارس الماضي من أجل وفاق وطني يحقق المصالحة بين السلطة الوطنية والفصائل.
واصلنا هذه الجهود بالكثير من الصبر والمثابرة, رغم تباعد الرؤي والمواقف بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد, ورغم ضغوط خارجية ـ نعلمها ـ مورست علي الفصائل لإفشال الجهود المصرية.
وأقول بكلمات صريحة وواضحة إن مصر لن تقبل المزيد من المماطلة أو أن تستمر هذه الجهود إلي ما لانهاية, وعلي الفصائل أن تتحمل مسئوليتها أمام شعب فلسطين, وأمام التاريخ.
وحدة الهدف والمصير
أننا نفتتح هذه الدورة البرلمانية عاقدين العزم علي مواجهة تحديات الداخل والخارج.. صفا واحدا وبروح وعزم المصريين, نعلم أننا علي الطريق الصحيح.. ونثق في قدرتنا علي التغلب علي هذه التحديات, كما فعلنا ذلك من قبل في العديد من الأوقات الصعبة.. والعديد من الصعاب والأزمات.
نمضي معا نحو الغد بخطي مطمئنة واثقة.. ووطن قوي مستقر, نمضي نحو هذا الغد.. بمؤسساتنا وأحكام دستورنا وتماسك شعبنا.. نضع أساسا راسخا للأجيال القادمة ونمهد لها الطريق, لا نقامر بمستقبل الوطن إرضاء لأحد أيا كان, ولا نقبل سوي ما يحقق مصالح أبناء الشعب.
إنني كرئيس لكل المصريين, أؤمن بأننا جميعا في خندق واحد, ندافع عن القيم والمصالح المشتركة لشعبنا, وتجمعنا وحدة الهدف والمصير, وإنني أمد يدي لكل مصري ومصرية لنعمل ـ يدا بيد ـ من أجل الوطن.
نمضي في طريقنا موقنين أن مصر.. الأرض, والوطن, والشعب, والدستور, والمؤسسات.. هي الباقية..نلتف جميعا حول رايتها.. نواصل العمل والعطاء من أجلها.. واثقين أن الله معنا.. يرعي مسيرتنا ويسدد خطانا.
الإثنين ديسمبر 14, 2009 1:56 pm من طرف mohamed
» حصريا : كورس تعليم اللغة الانجليزية : كورس القوات المسلحة كامل على 8 اسطوانات :
الخميس ديسمبر 10, 2009 1:11 pm من طرف mohamed
» حصريا :: البوم هشام نور :: قلبك شجاع 2010 :: CD.Q @ 320Kbps
السبت ديسمبر 05, 2009 3:40 pm من طرف manany
» القرعة تطلق حمى كأس العالم FIFA :
السبت ديسمبر 05, 2009 3:21 pm من طرف manany
» حصرياً فيلم الأثارة للكبار فقط+18 Ne te retourne pas 2009 نسخة DvDrip مترجمة على أكثر من سيرفر
السبت ديسمبر 05, 2009 3:15 pm من طرف manany
» حصريا و بانفراد تام فيلم امير البحار احسن نسخة نزلت على النت
السبت ديسمبر 05, 2009 3:12 am من طرف mohamed
» جدول الدورى المصرى 2009 - 2010 ا
الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 3:45 pm من طرف manany
» مشاهدة مباراة الاهلي والزمالك في الأسبوع الثاني عشر 8 ديسمبر 2009 المصدر :
الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 3:42 pm من طرف manany
» حسام حسن مديرا فنيا للزمالك - حسب قنوات مودرن سبورت والحياة ( الخبر اقترب ان يصبح رسميا )
الإثنين نوفمبر 30, 2009 3:59 pm من طرف manany